فيروس كورونا الجديد كوفيد 19

ارتفعت وتيرة القلق والزعر في الأسابيع الماضية، في جميع انحاء العالم، خوفاً من حدوث وباء قد يهدد البشرية أجمع، والسبب في ذلك فيروس يُدعى، فيروس كورونا الجديد، تم اكتشاف اول الحالات المصابة بالفيروس في مدينة ووهان الصينية، وما أدى إلى زيادة القلق في المجتمع الدولي هو انتشار الفيروس خارج حدود الصين وقارة أسيا بالكامل في غضون أيام، ولم يتمكن الخبراء من وجود أمصال للفيروس حتى الآن، وهذا ما دفعنا إلى كتابة مثل هذا المقال لتكونوا مُلمين بالمعلومات الكافية التي تمكنكم من الوقاية، وتجنب هذا الفيروس القاتل باذن الله.

سبب تسمية الفيروس بهذا الاسم :-

اسم كورونا مشتق من الاغريقية واللاتينية ومعناه الاكليل أو التاج، والسبب في تسمية الفيروس بهذا الاسم هو شكل الفيروس تحت المجهر، واللذي يشبه إلى حد كبير شكل التاج أو الاكليل، لذا نجد بعض الخبراء يلقبون هذه النوعية من الفيروسات بالفيروسات التاجية، أو الفيروسات الاكليلية.
 

فيروس كورون الجديد كوفيد 19 :-

الفيروس المنتشر حالياً كسابقيه سارس وميرس، وقد أطلق الباحثين عليه اسم ( نوفل كورونا فيروس 2019 - novel coronavirus )، ولكنه عرف بين الناس باسم فيروس كورونا الجديد، أو فيروس كورونا ووهان، نسبتاً الى المدينة التي تم اكتشاف الفيروس بها، وهي مدينة ووهان الصينية.

مدينة ووهان بالصين :

مدينة ووهان عاصمة مقاطعة هوباي، تقع في وسط الصين وتعتبر أكبر المدن المأهولة بالسكان ويصل تعداد سكانها إلى 11 مليون نسمة تقريباً، وتعتبر من محاور تنقل الصينيين في البلاد، كما أنها تمتاز بكثرة الأسواق ويرجع ذلك إلى موقعها المتميز.

ظهرت في منتصف ديسمبر 2019 علامات المرض والإعياء على أحد ملاك المتاجر بسوق من اسواق ووهان، ورغم أن هذا السوق كان معروفاً عنه أنه سوق لبيع الأسماك، الا أنه كان يعرض عدد من الطيور والحيوانات البرية الاخرى، كالدجاج والخفافيش والثعابين.

والأعراض التي كان يعاني منها التاجر متمثله في، الحمى والاجهاد والسعال الجاف، وخلال أيام رصدت المستشفايات بووهان عدد من الحالات التي تعاني من نفس الأعراض بالاضافة الى التهاب رئوي حاد، ومع نهاية شهر ديسمبر صرح الباحثين عن قلقهم من احتمالية مواجهة فيروس خطير كفيروس ميرس وسارس.

وعلى الفور شكل المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية، فريقاً متكاملاً من العلماء والباحثين، للكشف عن طبيعة المرض الجديد، وبعد أن قاموا باولى الفحوصات المختبرية للحالات المصابة بالفيروس، استبعد الباحثين كونها انفلونزا الطيور أو سارس أو ميرس، واكتشفوا اننا نواجه فيروساً جديداً من فيروسات الكورونا.

وبنائاً عليه قامت السلطات الصينية بإبلاغ منظمة الصحة العالمية بالنتائج التي توصل اليها الباحثين، وفي 9 يناير 2020 أعلنت الصين عن حدوث أول حالة وفاة ناتجة عن الفيروس، ومع اصابة عدد من العاملين في المراكز الصحية بالصين لاتصالهم المباشر بالمرضى، تأكد الباحثين أن الفيروس ينتقل من الانسان للانسان، بعد ان كانوا يظنون أنه ينتقل من الحيوان الحامل للفيروس فقط.

وبدأت الحالات المصابة تتزايد وتتسارع بشكل مرعب، عشرات بل مئات الحالات داخل مدينة ووهان وبعض المدن المجاورة، ما أدي إلى قلق المجتمع الدولي من خروج الفيروس من الأراضي الصينية ويتحول إلى وباء يجتاح أرجاء العالم، ولا نخفي عليكم أن قلق العامة كان في محله ولو بدرجة من الدرجات.

ففي غضون أيام بدأت تظهر الحالات المصابة بالفيروس في الدول المجاورة للصين، كتايلند وفيتنام وسنغافورا وكوريا الجنوبية واليابان، ولم يمضي الكثير حتي بدأ ظهور الحالات المصابة في دول اخرى خارة قارة اسيا بالكامل، كاستراليا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية.

وعلى الرغم من رفض منظمة الصحة العالمية لإعتبار فيروس كورونا الجديد وبائاً عالمياً، إلا انها صرحت انه من الممكن أن يتحول الفيروس لوباء عالمي في المستقبل.

وفي 26 يناير 2020 اثبتت الإحصائيات أن عدد الإصابات والوفيات الناتجة عن الفيروس وصلت 2794 حاله، منها 2737 حاله داخل الأراضي الصينية، وخمس حالات في الولايات المتحدة الأمريكية، وأربعة حالات في استراليا، وثلاث حالات في فرنسا.

مع العلم انه يوجد العديد من الحالات المشتبه في اصابتهم بفيروس كورونا الجديد في العديد من الدول، على سبيل المثال يوجد في الولايات المتحدة الأمريكية 110 حالة مشتبه باصابتهم بالمرض في أكثر من 20 ولاية.

والحالات المصابة اللتي تم اكتشافها في الدول الاخرى خارج حدود الصين، كانت لأشخاص عائدون من مدينة ووهان الصينية، أو تم التلامس أو الاتصال المباشر بينهم وبين أحد العائدون من الصين، أما عن اعداد الوفيات فبعد أن كانت حالة واحدة في اول عشر ايام من يناير الماضي، ارتفعت إلى 80 حاله في 26 يناير 2020 ما أدي إلى زيادة القلق.

وجعل السلطات الصينية تتخذ العديد من الاجرائات كمحاولة منهم لاحتواء فيروس كورونا الجديد في البلاد، بدايتاً من إغلاقهم لجميع أسواق الأسماك، واسر كل اللحوم والحيوانات الموجودة بأسواق ووهان لعمل الابحاث الطبية عليها، وحزر بيع الحيوانات ولحومها في المطاعم أو المتاجر أو حتي على مواقع الانترنت.

كما أنهم قاموا بإلغاء احتفالات رأس السنة، وحزر رحلات الطيران والقطارات، وإغلاق معظم الأماكن المشهورة كالمدينة المحرمة ببكين، ومدينة ديزني لاند بشنجاهاي للحد من التجمعات، وفرض الصين حجر صحي كامل على مدينة ووهان نقطة انطلاق الفيروس، كما أنها قامت ببناء مستشفى متخصصة لاحتواء الحالات المصابة بالفيروس.

أعراض كورونا كوفيد 19 :-

• إعياء وارتفاع في درجة الحرارة.
• سعال جاف ومتكرر، وخروج دم مع السعال في بعض الحالات.
• ألم في عضلات الجسم بالكامل.
• ضيق وصعوبة في التنفس.
• صداع شديد.
• اسهال.
• التهاب رئوي حاد في بعض الحالات.

طرق انتشار فيروس كورونا الجديد :-

• الرزاز المتطاير من السعال والعطاس.
• ملامسة الأماكن والأسطح الملوثه بالفيروس.
• التعرض المباشر للأشخاص المصابين للفيروس.
• استخدام الأدوات الشخصية لأحد المصابيين.
• التواجد في الأماكن المزدحمة سيئة التهوية.

أفضل طرق الوقاية لتجنب فيروس كورونا الجديد :-

• أتباع النظافة العامة وغسل الأيدي باستمرار.
• تجنب ملامسة الأسطح الغير نظيفة.
• تجنب وضع الايدي على الوجه والانف باستمرار.
• تجنب التلاصق بالأشخاص أثناء المحادثات، وترك مسافه كافية.

وطبقاً للدراسات فقد رجح الباحثين أن الخفافيش، والثعابين هم المضيف الأصلي للفيروس، وما وجب التنويه عنه أن فيروس كورونا الجديد كسابقيه من الفيروسات الخطيرة، لم يكتشف له العلماء والباحثين علاج حتى الآن، وجُل ما تقوم مراكز الرعاية الصحية بفعله هو علاج أعراض الفيروس فقط، وتوفير الرعاية اللازمه للمريض على أمل الشفاء، وعزله حتي لا يكون سبباً في انتشار العدوى بين الأخرين كأفراد عائلته، وزملائه في العمل، ولكن يظل الفيروس نفسه موجوداً داخل المريض، فكما نوهنا سابقا لا يوجد للفيروس علاجاً مؤكداً حتى الآن.

وأخيراً  ندعو الله أن يقينا وأياكم من جميع الأمراض.